ما هو لقاح الالتهاب الرئوي (لقاح المكورات الرئوية)؟ ولمن يُعطى؟
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل ماهية لقاح الالتهاب الرئوي (لقاح المكورات الرئوية) ومن هم الأشخاص الذين يجب أن يتلقوه
التطعيم هو إعطاء مادة للجسم لتحفيز جهاز المناعة بهدف الحماية من الأمراض المعدية. عندما يتعرض الجسم لمسببات الأمراض غير الضارة أو أجزائها المعطلة من خلال اللقاح، يتعرف عليها جهاز المناعة ويطور استجابة دفاعية ضدها. وبهذه الطريقة، عندما يواجه الشخص الجرثومة الحقيقية لاحقًا، يكون لديه بالفعل مناعة تحميه من الإصابة بالمرض أو تساعده على تجاوزه بأعراض خفيفة
يُعتبر جهاز المناعة خط الدفاع الأساسي للجسم ضد الأمراض، كما أن التطعيم هو أحد أهم التدابير الصحية العامة للوقاية من الأمراض القابلة للتطعيم وتقليل معدلات الوفيات الناتجة عنها. وعندما يتم تطعيم عدد كبير من الأفراد في المجتمع، تنخفض احتمالية تفشي الأمراض والأوبئة
الالتهاب الرئوي هو التهاب يصيب أنسجة الرئة نتيجة عدوى تسببها البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات. يختلف معدل الإصابة السنوي به بين 0.5% و1.1%، وترتفع هذه النسبة مع تقدم العمر
تُعد بكتيريا المكورات الرئويةالسبب الأكثر شيوعًا لالتهابات الرئة، كما تسبب التهابات أخرى مثل التهاب الأذن الوسطى، التهاب الجيوب الأنفية، التهاب السحايا، والتهابات مجرى الدم
تُظهر الدراسات أن معدل الوفيات بسبب الالتهاب الرئوي يختلف حسب شدة المرض، حيث يتراوح بين 1% و60%. في المستشفيات، تصل نسبة الوفيات بين 10.3% و60%. كما يحتل الالتهاب الرئوي المرتبة الرابعة بين أسباب الوفاة في تركيا، متجاوزًا أمراضًا مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) وسرطان الرئة
في أوروبا، تبلغ مدة الإقامة في المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي حوالي 12.4 يومًا، ويحتاج 14% من المرضى إلى العناية المركزة، بينما يحتاج 13% منهم إلى التنفس الاصطناعي، بمتوسط إقامة في العناية المركزة يبلغ 10 أيام. لذا، يُعتبر التطعيم الطريقة الأكثر فعالية لتقليل هذه الأرقام
بالرغم من أن المضادات الحيوية تُستخدم لعلاج الالتهاب الرئوي، فإن بكتيريا المكورات الرئوية أصبحت أكثر مقاومة للمضادات الحيوية، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة. وبالتالي، يساهم التطعيم في تقليل العبء المرضي، وخفض معدل ظهور السلالات المقاومة، وتقليل الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية، وبالتالي تقليل انتشار البكتيريا المقاومة
يُوصى بتطعيم الأفراد الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض المكورات الرئوية، وخاصة
كبار السن (65 عامًا فما فوق): حيث تزداد نسبة الإصابة وشدة المرض في هذه الفئة العمرية
الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب، أمراض الرئة المزمنة، أمراض الكبد، أمراض الكلى، السرطان، داء السكري، وإدمان الكحول
المدخنون: حيث يزيد التدخين من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي 2.17 مرة مقارنة بغير المدخنين
الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي نتيجة الإصابة بأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، أو نتيجة تناول أدوية تثبط المناعة مثل العلاج الكيميائي أو الكورتيزون طويل الأمد
الأشخاص الذين يعانون من حالات خاصة مثل استئصال الطحال، تسرب السائل الدماغي النخاعي، أو الذين لديهم زراعة قوقعة الأذن
الأشخاص المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) حيث يكون خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي أعلى بـ 18 مرة مقارنة بالأشخاص الأصحاء. كما أن 28% من المصابين بـ COPD يموتون بسبب الالتهاب الرئوي
تتوفر ثلاثة أنواع من لقاحات المكورات الرئوية في تركيا
اللقاح المتقارن ضد المكورات الرئوية 13
اللقاح متعدد السكاريد ضد المكورات الرئوية 23
اللقاح المتقارن ضد المكورات الرئوية 20
لقاح PPSV23 يوفر حماية ضد 23 سلالة من بكتيريا المكورات الرئوية، لكنه يستمر لمدة 7-10 سنوات، ويحتاج إلى جرعة معززة بعد 5 سنوات
اللقاحات المتقارنة (PCV13 وPCV20) توفر استجابة مناعية أقوى، وتدوم لفترة أطول دون الحاجة إلى جرعات إضافية
اللقاح الجديد PCV20 يُفضل حاليًا، حيث إنه يوفر حماية طويلة الأمد بجرعة واحدة فقط
تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا ما يلي
ألم وتورم في موضع الحقن (%60)
احمرار في موضع الحقن (%16)
حمى وآلام عضلية خفيفة
عادةً ما تستمر هذه الآثار ليوم أو يومين فقط
الأشخاص الذين لديهم حساسية شديدة لأحد مكونات اللقاح
الأشخاص الذين أصيبوا بتفاعل تحسسي خطير بعد الجرعة الأولى
الأشخاص الذين يعانون من مرض حاد مصحوب بحمى في يوم التطعيم
لا يُوصى بالتطعيم ضد المكورات الرئوية للنساء الحوامل كإجراء روتيني، ولكن إذا كانت المرأة الحامل معرضة لخطر كبير، فقد يتم إعطاؤها اللقاح بعد استشارة الطبيب
"اللقاحات هي إحدى معجزات الطب، لكنها لا تعمل بدونك